أنا سعيد جداً

اليوم أنا سعيد جداً . اقصد هذه اللحظات .. فللتو  انهيت جولتى فى حديقة عامة كنت أتمشى

وحيداً بين طرقاتها بعد الساعة الثانية ليلاً . هكذا دائماً أفعل عندما تعترينى سعادة غامرة  ولا

أود أن يشاركنى فيها أحد سوا نفسى فقط .. الطرقات مببلة بالماء و الجو رطب ولكنه مريح وأشجار

الحديقة رؤوسها  متقاربة من الأعلى كانها تتهامس في الليل و تحكى بخجل ما لا تستطيع قوله بالنهار والمكان مزدحم ..

أنا سعيد وأكاد أن أمشي قفزاً لأننى تحللت من هواجس و تراكمات وشبكات عنكبوت نسجتها

حول نفسى و صنعتها بأحكام لأننى كنت مصر على أننى الوفى المخلص المتمسك لأقصى درجة

بأوهام كان المفروض ان لا تشغل حيز من تفكيرى و تمنعنى من التمشي فى الحديقة كل يوم

ما اجمل أن تحس بنفسك مثل الريشة .. تنتقل من مكان لمكان وتتوقف عن ورقة شجر تتأملها

وكأنك تراها لاول مرة .. هكذا تبدو الحياة جميلة وكأنك ولدت من جديد عندما تتحلل من أثقال كانت

تقصم ظهرك ..

اليوم عرفت و تأكدت إنك ممكن أن تقودك الصدفة الى من لا يستحق أن تضيع وقتك معه و تغلق عليه

نوافذ عالمك و تجعلة يعيش داخلك و يتمشى فى طرقات قلبك و تتركه يعبث بك وانت مصر على

ان هذا هو الانسان اللذى كانت روحك تبحث عنه  ..  خطأ الإختيار فادح .. وفى الاخر مهين للنفس و ملوث

للروح الى أبعد الحدود .. فخطأ اختيارك يؤدى الى جروح عميقة اولها حين تخرجة عنوة من روحك و ثانيها

إنه يستمر فى توجيه الصدمات لك لأنك لم تتوقع أن يطل عليك بوجهه القبيح كل يوم  ..

دائماً نرى فى من نحبهم وجههم الجميل فقط.. لكن لا تتخيل أن لهم وجه قبيح يخفونه ويفاجئونك به بكل

فجاجة بدون حياء و لا احترام للحظات كان الوفاء والاحلام هى اللغة الوحيدة بينكما ..

سعادتى كبيرة اليوم و أنا أرمى كل ذلك وراء ظهرى بدون أن التفت له لأننى تحررت اليوم من كل قيودى

وأعتبرها أوهام مثل أحلام اليقظة ..

إختيارى كان خطأ .. ودفعت الثمن .. وتحررت اليوم  .. و أنا اليوم ريشة جميله ملونه ..

   هيا نطير

   J