هناك حيز آخر

 

-1-

الحيز الأول

زجاجة عطر ..

لن أكسر زجاجة العطر وابعثر محتوياتها ..

وكمثل أى رجل يغرية حب الوصول للمحتوى بسرعة

فالرجال أقل صبراُ من النساء فى العادة  ..

يحبون لثم رغبتهم ..فى جرعة قوية مكبوته

 فشرب المحتوى قد يستغرق وقت لا جدوى منه فى خيال الرجولة .

سوف أضعها أمامى و أستمتع بمحتواها الداخلى من خلف

زجاجها الكريستالى الشفاف ..

يذكرنى بهذا اللون الذى ينعكس من جسدك عندما يسقط عليه

ضوء النافذة ..حين كان البدر مكتمل فى صيف حار

 يروقنى العطر وهو يسيل

حبيس جدران زجاجية يتنقل ما بين الفوهة وقعر القارورة

 ..ويعتريتنى

حب التملك لشيء ثمين .. كمثل عطر يشبهك  أنتِ ..

-2-

الحيز الثانى

حفلة وداع ..

الزمان : .. لحظات مسروقة من زمن ما

المكان : .. سردايب ملونه و فراشات عارية تحلق

الأشخاص : ..  رؤس وعيون نساء كثيرات كلها أنتِ

أنتِ أنتِ

 أعرفك جيداً ولا شبيه لك إللا أنت فقط

لا زلت أعاتب خجلى من الفراشات فى تلك الليلة ..

 فقد كانت كل الدلائل تشير إننى فى إستطاعتى أن أراقصك

وأن أختلس النظرات المتأنية فى جسد قد تناسيتى بعضِ منه لى

 بالتآمر مع الفرشات الماجنه .

ما كنت لأخجل أبداً

/

 ليتنى كنت أدرى  إن تلكالليلة كانت لى ..

وليتنى فهمت إنها كانت حفلة الوداع الأخيرة ..

-3-

الحيز الثالث

 عطش ..

وقعتُ فى غرام مخدتى فى تلك الليلةَ

عطرتها و تهيأت للنوم كى أشعر إننى مقبل على

موعد غرامى ممنوع فى الواقع ..

راقصت شبحى على ضوء مصباح مكسور

أطرقت سمعى للنافذة عندما شهق الريح فيها

لعله أنتِ !! لعله أنتِ

كان ليل طويل تشابكت فيه أصابعنا ثم ضعنا فى غابات ممتدة

هي يداكِ عندما ترتجفُ، كنتُ أحسِّها وأنا أشعلُ ثقاباً لوحدي

هكذا عطشتُ، وهكذا تشكَّلتْ النارُ كما شفتيكِ، فشربتُ وأنا أحسُّ أن لهباً قويَّاً عليهِ أنْ يتأثَّرَ بنا، فيحترق.

  كانَ كلُّ الذي بيننا يحدثُ بدونِ خوفٍ

لأننا كنا فى حيز آخر لم يكن موجود مسبقاً

يبدو أنَّنا فى مكان ما  تبادلنا شيئاً ممنوعاً وإلاَّ لمَا استيقظتُ خائفاً وحولي رائحةٌ منكِ

                                

،،.*.،~~’’’،،*,.-~*'¨¯¨'*·~RainBow.-~*'¨¯¨'*·~- * ،،~~,.*