2010/11/28

توم كروز ودبى والمهمة الصعبة







كنت الأسبوع الماضى فى دبى فى رحلة عمل ..
و يوم الاربعاء 24-11-2010 انتهزت فرصة انتهاء اللقاءات مبكر وحضرت عشاء بدعوة
من صديق لى إماراتى لم أراه من وقت طويل .. اقترح على ان يكون العشاء أسفل
برج خليفة أعلى برج فى العالم .. فى الأول احب ان يجعلنى أشاهد غرفتين اشتراهم فى فندق 5 نجوم أسمه
address
الملاصق لبرج خليفة كأستثمار و لأستخدامه هو الشخصى .. طبعاً المبلغ اللذى دفعة خياالى جداً ولكن عندما شاهدت المنظر من الخارج وجهاً لوجه مع برج خليفه و البحيرة وجدت ان المبلغ متواضع
امام تلك البانوراما الرائعة ...


ثم اتجهنا الى اسفل برج خليفة امام البحيرة فى مطعم وتناولنا العشاء على أنغام
النافورة الرائعة ....
.. أثناء العشاء جال فكرى بوضع الامارات الان .. فخر للعرب كلهم ..
فقد تزامنت زيارتى لدبى مع انتها الممثل الامريكى الشهير توم كروز
Tom Cruise
من تصوير آخر لقطاته من الجزء الرابع للفيلم
المهمة الصعبة ’Mission impossible
وصوّر كروز مشاهد فِلمه في أبرز معالم دبي، وهي "برج خليفة" الذي يعدّ أعلى ناطحة سحاب في العالم، ومدينة "ميدان" التي تضمّ أكبر مضمار للخيول في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى صحراء الإمارة، وعدد من شوارعها الرئيسية.
وقدّم كروز لحاكم دبي لوحة "الكلاكيت" المستخدمة في تحديد بدايات المشاهد في التصوير السينمائي، وقد حملت توقيع نجوم العمل، إضافة إلى المقعد المميز الخاص بمخرجي السينما، وقد نُقِش عليه اسم الشيخ محمد بن راشد، تعبيراً "عن العرفان بالجميل والشكر للدعم والرعاية التي أولاها حاكم دبي لفريق العمل في مختلف مراحل التصوير".
وشارك كروز في تصوير الفِلم بدبي النجم جيرمي رينر، والنجمة بولا باتون، إضافة إلى المخرج العالمي براد بيرد، والمنتجين براين بِرك والمنتج المنفذ جيفري شيرونف، إضافة إلى 400 فرد يمثلون فريق إنتاج الفيلم.
وأعلن توم كروز أن الجزء الرابع من "مهمة مستحيلة" سيتمّ تصويره في مدن كبرى أخرى، ومن المقرّر عرضه للجمهور في ديسمبر 2011م.
و أنا أتذكر كل تلك المشاهد ووجود مشاهير هوليود و افلام الاكشن هنا
فى جزيرة العرب الصفراء اللتى هى جنة الان أدركت ان الإبهار بالغرب فى السبعينيات الى التسعينيات قد ولى دون رجعة .. و إن قوة المال والثراء
والمفاجاءات و المفارقات اللتى كان يحويها الغرب الأمريكى لم تعد مبهرة مثل الأول و لا تلهب خيال مؤلفين السينما الكبار ولا المشاهد ..
سحر الإمارات مع قوة المال و كرم شيوخها وأهلها وجمال وتقدم اماراتها هو اللذى أوجد قناعة لكبار المنتجين الغرب و المخرجين لأنتاج أفلامهم لدينا ...
أنا فخور بذلك ...
لك أنت : فى كل زاوية فى دبى و كل جادة شارع و كل الاماكن كنتى معى وفى قلبى و فكرى وأتخيلك مثل أحلام اليقظة ولكنك الحقيقة بالنسبة لى ..







2010/11/13

رائحتك تشبه رائحة أمى



 
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها ، نظرت لتلاميذها وقالت لهم : إنني أحبكم جميعاً

هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي ، يدعى تيدي ستودارد

لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق ، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال ، وأن ملابسه دائماً متسخة ، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام ، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج

وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط ، وتضع عليها علامات أكس وبعد ذلك تكتب عبارة راسب في أعلى تلك الأوراق

وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون ، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية .

وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي :

تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة . إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام وبطريقة منظمة ، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق

وكتب عنه معلم الصف الثاني :

تيدي تلميذ نجيب ، ومحبوب لدى زملائه في الصف ، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال ، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب

أما معلم الصف الثالث فقد كتب عنه :

لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه ، لقد حاول الاجتهاد ، وبذل أقصى ما يملك من جهود ، ولكن والده لم يكن مهتماً ، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات

بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع :

تيدي تلميذ منطو على نفسه ، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة ، وليس لديه الكثير من الأصدقاء ، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس

وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة ، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها ، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق

ما عدا تيدي
فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بعدم انتظام ، في ورق داكن اللون ، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة ، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي ، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار ، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط

ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت

السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها . ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم .

بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها : إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي

وعندما غادر التلاميذ المدرسة ، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل ، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة !

ومنذ ذلك اليوم أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي ، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه ، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع ، وبنهاية السنة الدراسية ، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل ، وأبرزهم ذكاء وأصبح أحد التلاميذ المفضلين عندها
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي
يقول لها فيها : إنها أفضل معلمة قابلها في حياته

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي خبر منه . ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية ، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله ، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته

وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك ، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه إن الأشياء أصبحت صعبة ، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها ، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى ، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن

وبعد أربع سنوات أخرى ، تلقت خطاباً آخر منه ، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس ، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة ، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء :

دكتور ثيودور إف. ستودارد

لم تتوقف القصة عند هذا الحد

لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع يقول فيه :

 
إنه قابل فتاة ، وأنه سوف يتزوجها ، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين ، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه ، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك ، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها منذ سنوات طويلة مضت ، وكانت إحدى أحجاره ماتزال ناقصة ، وتتعطر برائحة ذَكّرتهُ بأمه في آخر عيد ميلاد !!

 
وبعد أن تبادلا التحية همس دكتور ستودارد في أذن السيدة تومسونأشكرك على ثقتك فيّ ، لقد جعلتني أشعر بأني شخص مهم ، وأن بإمكاني أن أكون مبرزاً ومتميزاً

فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها : أنت مخطئ ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة ، لم أكن أعرف كيف أعلِّم ، حتى قابلتك !

يدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم :

مركز ستودارد لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست

في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية


ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية

إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً ، والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب ، ولا بالمظهرعن المخبرولا بالشكل عن المضمون

يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام ، وأن تسبر غور ما ترى ، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار ، موّارة بالعواطف والمشاعر والأحاسيس ، والأهواء ، والأفكار


أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات ، والأصدقاء والصديقات


. . .




منقول من ايميل مرسل لى من صديق