2012/10/29

خطوط وهمية








وحتى هذه اللحظه فأنا متماسك رغم الإنحدارات والمنحنيات المفاجئة
فأنا متمرس كثير وبارع فى الإمساك بالمقود عندما تنعدم الرؤية ..
لا أنكر إننى مازلت أحتفظ بمقعدك الدافئ جوارى ..وبقايا من زاجاجة عطرك
تركتيها لى سهواً كى لا تفارفنى رائحة أنوثتك . ولا انكر إننى اشتممها خلسة من وقت
لآخر ولكننى متماسك الى حد كبير وخصوصاً فى الحفاظ على صمتى .
فالمرأة تحب الرجل القاسي فى تحمله لأنها تتخيل قسوته فى ترويضها عندما تأتيها
لحظات الجنون الإعتيادية ..
هناك فى زاوية من غرفتى وضعت تفاصيل تخصك أنتِ ومنها معطفى ومعطف لك ِ
فأنتِ دائماً تأتينى بملابس مغرية وتقولين إنها خطوط الموضة وعندما يأتى المساء
وتلتهب كتفيك بالهواء البارد تدفنين جسدك فى حضن معطفى الأيسر وهنا يتعذر
التفكير فيما كنا نقوله ..
وهنا فى الجانب الاخر استريح بصحبة فنجان قهوتى أفكر فيما سوف تؤول له الأمور
لو أشتممت بك رائحة الغدر الماكرة وإنك اصبحتى فجأة قديسة بعيون فاتنه توهمين
الرجال بالتمنع وكعب حذائك يقودهم الى جهنم .. لذتك ..
هنا سوف أكون قاسياً أكثر مع نفسي وأضع خطوط كثيرة فاصلة منها ما سوف يمر
بتعاريج جسدك حتى لا تختلط على الأمور مرة ثانية . فأنا رجل تثيرنى الحدود
التى عليها علامات تحذيرية ..
وإن كان على الإتفاق بين رجل و أمرأة فهو شكلاً مقبول فى المساء ولكنه غير مضمون
فى أواخر الليل والسبب هو نسيان بعض الكلام  فى جيوب المعطف ..

تعالى نصنع إتفاقاُ جديداً يتضمن وجود حواجز إستثنائية غير قابلة للإنصهار 

2012/10/07

المقعد الخالى



















مساء الخير أيها النادل الجميل 

" / مساء الورد أيها النبيل /

هكذا كان الحوار فى الغالب كل مرة يأتى فيها إلى هنا .
طلب من النادل طاولة بكرسيين ..فى الركن هناك .. ممكن ؟
  (آه .   (سوف تأتى لن يخيب ظنى .
كل مرة يقول تلك الجملة فى نفسه ..
ففى كل مرة كان يغيظها بقرصة فى أذنها عندما يراقصها ..
أو يشعلل مشاعرها بكلمة حارة ممنوعه ..
وكل مرة تقول له .لن أقابلك مرة أخرى يا رجل .
ولكنها تأتى ..
لم يتواعدا ولا مرة واحدة ..
هو يجد نفسه ينتظرها هنا كل يوم
وهى تأتى ولا تعرف كيف !!  إللا وهى تجلس أمامه ..
تأخر الوقت قليلاً و بدأت هواجسه تتلاعب بأعصابة .. وبدأ الضجر ..
آه  يامجرمة القلب  .. يبدو إنك نفذتى وعيدك لى آخر مرة ..
كان كل مره يتخبأ عنها وهى تخطو داخل المقهى ويشرأب رأسها فوق تبحث عنه
 ثم تقبل بسرعه عليه عندما تراه هناك  /
لن ينسي أبتسامتها وهى مقبله  . وحرارة اللقاء ..
وعطرها .. 
كانت طقوس جميله ..
مرت ساعة . لا ساعتين ..ثلاثة ..
لم تأتى .. ونفث ما نفث من سجائرة .. وقضم ما قضم من أظافر أصابعه
وتجرع فنجان قهوته الرابع 
/
وغادر ..

وهو ينظر الى مقعدها الخالى ..