2014/04/21

وجدت نفسي هنا





أنا هنا

وبالتحديد هنا فى هذا المكان
ما زال دخان خفيف يتصاعد من القمم الذي اعيش به
هذا يدل على إننى موجود وما زلت أعيش
وهذا شيء يغرينى بأن أطلق بعض الاشارات مع الدخان المنطلق الى اعلى 
 كى يفهمه بعض قراصنة الشبكة العنكبوتيه من أصدقائي
 القداما كى يعرفون مكانى 
وهذه طريقة قديمه بستخدمها بعض البحارة عندما يحتاجون الى إنقاذ
أو يريدون التواصل مع سكان الجزر المقابلة للشاطئى 
.
وللتذكير أنا لم أعد فى عزله مثلما كنت سابقاً
فالعزله كانت جميله جداً وكانت تحمينى من الأرواح 
الشريرة التى تحوم حولى دائماً
وفى العزله صنعت الشرنقة التى تناسبنى وتعجبنى 
ونسجت حبالها بخيالى مثلما أردت أن تكون
وكانت سنوات إبداع كأنها الجنه
أنا الان ليس فى عزله
أنا مرمى على الطريق فى مكان مهجور
صدقاً اننى كذلك
كل ما كان يخيفنى فى السابق
يمر الان من أمام وجهى ويشاهدنى ويمضي
لا أنا أصبحت أخاف منه ولا هو عاد يهتم
وتحت الشمس و الريح ولحظات الصمت
وصوت الطنين الذي أسمعه
وصخب المارين من بعيد 
أتذكر .. كم كانت جميله هى العزله
هأنذا خرجت من القمقم و هأنذا الان
على وجه الطريق 
وهذا الذى يتصكع فى المدن ومعارض الكتاب
ويجول ويقطع المسافات الطويله
هذا ليس أنا 
هذا هو جلدى الأول والذي تركته من سنوات طويله
ولكنه لا يدرى إننى أنفصمت منه منذ مدة طويله
وإننى أنا الحقيقى أنا هو روحى أنا فقط
فمهما فعل ذاك الجسد الذى يعبث فى الأرض
فهو ليس أنا ولست مسؤول عن تصرفاته الطائشه
فأنا أبغضه أحياناً كثيره 
كم من م مره نصحته أن لا يعبث مع أصدقائي
 تلك الكاتبه المرموقه الرزينة التى بدأت خطواتها الأدبيه بثقه
وهذه الحبيبة القديمه التى لم تجد حظها فى بلدها 
فحملت حقائبها الى جهه غير معلومه
وهذا الصديق الذى يجرى فى ظلى ولم
يلتفت ولم يدرى أن صاحب الظل غادر
وظل هو يجرى بجوار ظله
وتلك التى سرقت روحى وغادرت
وأقسمت ان لا ترانى 
.
بعد تفكير ونقطه انتظار على السطر
أفكر بأن أتدحرج وأعود الى قمقمى القديم
هناك الى حيث التألق الحقيقى 
وحفلات التحليق السرية
حيث كنا نخرج الفجر فى مجموعات
نحلق بعيد ونمارس رذيلة الحب البريء
ونشاهد أصابعنا وهى تمارس الشهوة
ونغمض أعيننا و نبتسم
ونقول دعها تتعانق وتقبل 
أنها أصابع بريئة على أية حال
وإلى أن أعود
يكون لنا كلام آخر