كنت أحب أكل العنب والتين فى الصباح الباكر على الريق
وكان والدى يقول لى .. كل التين قبل العنب لأن العكس ممكن يفسد
طعم التين الحلو ..
كان الوقت صيفاً و كنت استمتع بأجازتى فى المزارع الى ابعد
حد وابتعد عن ضوضاء المدينة وصخب الحياة و الجامعة و اهرب
حيث السماء الصافية و المزارع الخضراء و السكون الجميل المريح للأعصاب .
كان الجدول اليومى لى واللذى كنت أمارسه على مدى شهرين هو أن أصحوً
مبكرا مع طلوع الشمس وقبل تناول أفطارى وآخذ معى مجلة أو كتاب و أذهب الى كروم العنب والتين
اللتى هى على مسافة 3 كيلومترات من بيتنا مشياً على الاٌقدام .حيث أن المشى
بين الدروب المؤدية للمزرعة هو جزء من طقوسى اليوميه لأته ممتع وأنا
اتسلق الروابى من واحدة لاخرى حتى اصل هناك ..
وحيث أكون الوحيد فى هذا السكون الصباحى الجميل المشيع بقطرات الندى
وهناك تستقبلنى اشجار التين الاخضر الكثيفه ترحب بى واحبها جدا فأتذوقها
واحدة تلو الاخرى ولو من كل شجرة ثمرة .. احب المرور عليها كلها ..
طبعاً فى اشجار لا أتذوقها ولكن ابتسم لها حيث ان طاقتى محدودة وما زالت شجيرات العنب فى إنتظارى ..
طعم ثمرات التين المكسوة بقطرات الندى لا مثيل لها بالدنيا .. حيث تكون
يانعة طازجة باردة ..
بعد ذلك كنت اتوجه الى شجيرات العنب المجاورة وهى كثة الاوراق
غزيرة العناقيد اللتى تتدلى من كل مكان وكأنها كرنفال فى الجنه
والتين و العنب فى هذه المزرعة هو طبيعى لم تلوثة هرمونات ولا سماد كيميائى
ولا حتى يسقى بالماء و انما فقط على ماء المطر اللذى كان قبل الربيع
كانت طقوسي تنتهى بشجرة العنب الكبيرة الأم وهى كبيرة ولكنها من الداخل تشبه الغرفة منخفضة السقف. حيث قام والدى بتصميم أعمدة خشبية لها من الداخل ومن
الاركان لكى نتمكن من الجلوس تحتها لتقينا من حرارة الشمس و نأكل من عناقيدها المتدلية بسخاء
المنظر والجو واللحظات رائعة .. لا يمكن وصفها إللا بمشاهدتها وكنت أستلقى تحتها على الرمال البيضاء النظيفة و أتذوق عناقيدها المتدلية الصفراء
الشديدة الحلاوة .. وكنت لا أستطيع مقاومة هذا الطعم . ثم أضدجع لأقرأ مجلتى
أو الكتاب و أنا متخبئ تماماً داخل الشجرة و كأننى فى شرنقة فراشة
وفى مخططى إننى لحظات ثم أعود الى البيت قبل ارتفاع شمس الصباح فى الجو
والحرارة العاليه اللتى تعقب يوم مشرق ندى
ولكن و كمثل كل يوم ..يتكرر المشهد و الروايه
يغلبنى النعاس من شدة حلاوة العنب و نبيذه المسكر
وأذهب فى نوم حلو عميق .. وأستيقظ الساعة الحادية عشرة ظهراً
مذعوراً من تأخرى و من توبيخ والدتى وهى كل يوم تقول لى
أن أعود قبل اشتداد الحرارة .. لأنه فى إعتقادها بأن اللذى يأكل التين
ثم يتعرض للشمس تصيبه الحمى ...
لا أدرى عن صحة هذا المعتقد و لكنها كل يوم تقوله لى و أنا مقبل عليها
حاملاً كتابى و العرق يتصبب من جبهتى
كنت أستمتع بحياة البرية الى آخر لحظة ...
وفى كل لحظة من لحظاتها أتذكر حبيبتى اللتى هى غير موجودة فى الواقع
ولكن مجرد وجودى فى هذا المكان يلفنى الوجد و الفقد و الشوق الى الحبيبة
المفترضة و اللتى حتى لا اعرف أسماً لها .. ولكننى أحتاجها و أتمناها معى
واتمنى أن تكون معى تشاركينى فى طقوسى اليوميه و نضحك و نلهو
و اقوم بالأختباء عنها وراء الاشجار لأرى خوفها من غيابى فى البرية الموحشة
ثم أسمع صوتها الحلو و هى تنادينى بأسمى ..
ما أجمل صوتها عندما تنادينى ...
.
للمقال تكملة ..
وفى كل لحظة من لحظاتها أتذكر حبيبتى اللتى هى غير موجودة فى الواقع
ولكن مجرد وجودى فى هذا المكان يلفنى الوجد و الفقد و الشوق الى الحبيبة
المفترضة و اللتى حتى لا اعرف أسماً لها .. ولكننى أحتاجها و أتمناها معى
واتمنى أن تكون معى تشاركينى فى طقوسى اليوميه و نضحك و نلهو
و اقوم بالأختباء عنها وراء الاشجار لأرى خوفها من غيابى فى البرية الموحشة
ثم أسمع صوتها الحلو و هى تنادينى بأسمى ..
ما أجمل صوتها عندما تنادينى ...
.
للمقال تكملة ..
3 comments:
بالإنتظار سأكون
:)
لا اطول بليز
يااااااااااااااااه..
جميل أن تتحد مع الطبيعة في كينويةٍ واحدة ، و بهذا أنت تعيش كثيراً ، تضفي لحياتك الكثير ..
أتمنى أن تجدها ..و أن لا تنتابك خيبة موجعة !!
تحية لها .
السلام عليكم ورحمة
ننتظر بقية المقال
بالمناسبة صور مميزة
Inspired
إرسال تعليق